کد مطلب:90546 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:140
فقام علیه السلام إلی المنبر ضَجِراً بِتَثاقل أَصحابه عن الجهاد و مخالفتهم له فی الرأی، فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیِمِ أَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذی لا تُوَاری عَنْهُ سَمَاءٌ سَمَاءً، وَ لا أَرْضٌ أَرْضاً، وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً، وَ لِكُلِّ قَدْرٍ أَجَلاً، وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً، وَ لِكُلِّ عَمَلٍ ثَوَاباً، وَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ حِسَاباً[1]. وَ هُوَ الَّذی أَسْكَنَ الدُّنْیَا خَلْقَهُ، وَ بَعَثَ إِلَی الْجِنِّ وَ الإِنْسِ رُسُلَهُ، لِیَكْشِفُوا لَهُمْ عَنْ غِطَائِهَا، وَ لِیُحَذِّرُوهُمْ مِنْ ضَرَّائِهَا، وَ لِیَضْرِبُوا لَهُمْ أَمْثَالَهَا، وَ لِیُبَصِّرُوهُمْ عُیُوبَهَا، وَ لِیَهْجُمُوا عَلَیْهِمْ بِمُعْتَبَرٍ مِنْ تَصَرُّفِ مَصَاحِّهَا وَ أَسْقَامِهَا، وَ حَلالِهَا وَ حَرَامِهَا، وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی لِلْمُطیعینَ مِنْهُمْ وَ الْعُصَاةِ، مِنْ جَنَّةٍ وَ نَارٍ، وَ كَرَامَةٍ وَ هَوَانٍ. [ وَ ] هُوَ الَّذِی اشْتَدَّتْ نَقْمَتُهُ عَلی أَعْدَائِهِ فی سَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَ اتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لأَوْلِیَائِهِ فی شِدَّةِ نَقْمَتِهِ. قَاهِرُ مَنْ عَازَّهُ، وَ مُدَمِّرُ مَنْ شَاقَّهُ، وَ مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَ غَالِبُ مَنْ عَادَاهُ. مَنْ تَوَكَّلَ عَلَیْهِ كَفَاهُ، وَ مَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ، وَ مَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ، وَ مَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ. لا یَشْغَلُهُ شَأْنٌ، وَ لا یُغَیِّرُهُ زَمَانٌ، وَ لا یَحْویهِ مَكَانٌ، وَ لا یَصِفُهُ لِسَانٌ، وَ لاَ یَعْزُبُ عَنْهُ عَدَدُ قَطْرِ الْمَاءِ، وَ لاَ نُجُومُ السَّمَاءِ، وَ لاَ سَوَافِی الرّیحِ فِی الْهَوَاءِ، وَ لاَ دَبیبُ النَّمْلِ عَلَی الصَّفَا، وَ لا مَقیلُ الذَّرِّ فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ. یَعْلَمُ مَسَاقِطَ الأَوْرَاقِ، وَ خَفِیَّ طَرْفِ الأَحْدَاقِ. [ وَ الصَّلاَةُ وَ السَّلامُ عَلی مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ]. [صفحه 485] أَیُّهَا النَّاسُ، إِنِّی اسْتَنْفَرْتُكُمْ لِجِهَادِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ فَلَمْ تَنْفِرُوا، وَ أَسْمَعْتُكُمْ فَلَمْ تُجیبُوا، وَ نَصَحْتُ لَكُمْ فَلَمْ تَقْبَلُوا[2]. ثم ضرب علیه السلام بإصبعیه علی راحته فقال: مَا هِیَ إِلاَّ الْكُوفَةُ أَقْبِضُهَا وَ أَبْسُطُهَا. إِنْ لَمْ تَكُونی إِلاَّ أَنْتِ تَهُبُّ أَعَاصیرُكِ، فَقَبَّحَكِ اللَّهُ. و تمثّل [ بقول الشاعر: ] لَعَمْرُ أَبیكَ الْخَیْرِ یَا عَمْرُو إِنَّنی أَیُّهَا النَّاسُ[4]، أُنْبِئْتُ بُسْراً عَدُوَ اللَّهِ[5] قَدِ اطَّلَعَ[6] الْیَمَنَ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِیَةَ. وَ قَدْ سَلَكَ طَریقَ الْحِجَازِ فی جَمْعٍ عَظیمٍ مِنْ أَهْلِ الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ، وَ هذَا عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَ سَعیدُ بْنُ نِمرَانَ، قَدِمَا عَلَیَّ هَارِبَیْنِ[7]. وَ إِنّی، وَ اللَّهِ، لأَظُنُّ[8] أَنَّ هؤُلاءِ الْقَوْمَ سَیُدَالُونَ مِنْكُمْ، وَ مَا ذَلِكَ بِحَقٍّ فی أَیْدیهِمْ، وَ لكِنْ[9] بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلی بَاطِلِهِمْ وَ تَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ، وَ بِمَعْصِیَتِكُمْ إِمَامَكُمْ فِی الْحَقِّ وَ طَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ فِی الْبَاطِلِ، وَ بِأَدَائِهِمُ الأَمَانَةَ إِلی صَاحِبِهِمْ وَ خِیَانَتِكُمْ إِیَّایَ، وَ بِتَنَاصُرِهِمْ وَ تَخَاذُلِكُمْ[10]، وَ بِصَلاحِهِمْ فی بِلادِهِمْ[11] وَ إِفَسَادِكُمْ[12] فی أَرْضِكُمْ. حَتَّی یَمْلِكُوا الزَّمَانَ الطَّویلَ فَیَسْتَحِلُّوا الدَّمَ الْحَرَامَ، وَ الْفَرْجَ الْحَرَامَ، وَ الْخَمْرَ الْحَرَامَ، وَ الْمَالَ الْحَرَامَ، فَلا یَبْقی بَیْتٌ مِنْ بُیُوتِ الْمُسْلِمینَ إِلاَّ دَخَلَتْ عَلَیْهِ مَظْلِمَتُهُمْ. [صفحه 486] لَقَدِ اسْتَعْمَلْتُ مِنْكُمْ رِجَالاً فَخَانُوا وَ غَدَرُوا. إِنِّی وَلَّیْتُ فُلاناً فَغَلَّ وَ غَدَرَ وَ احْتَمَلَ الْمَالَ إِلی مُعَاوِیَةَ. وَ اسْتَعْمَلْتُ فُلاناً فَخَانَ فَجَمَعَ فَیْ ءَ الْمُسْلِمینَ وَ حَمَلَهُ إِلی مَنْزِلِهِ تَهَاوُناً بِالْقُرْآنِ وَ جُرْأَةً عَلَی الرَّحْمنِ[13]. فَصِرْتُ[14] لَوِ ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلی قُعْبٍ[15] لَخَشیتُ أَنْ یَذْهَبَ بِعِلاقَتِهِ. وَ اللَّهِ، یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، لَوَدِدْتُ أَنّی صَرَفْتُكُمْ صَرْفَ الدَّنَانیرِ الْعَشَرَةِ بِوَاحِدٍ[16]. أَمَا، وَ اللَّهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ لی[17] بِكُمْ وَ أَنْتُمْ مِائَةَ أَلْفِ[18] أَلْفَ فَارِسٍ مِنْ بَنی فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ [ و تمثل بقول الشاعر: ] أَلاَ یَا أُمَّ زِبْنَاعٍ أَقیمی هُنَالِكَ لَوْ دَعَوْتِ أَتَاكَ مِنْهُمْ ثم وضع علیه السلام المصحف علی رأسه و رفع یدیه فقال: اَللَّهُمَّ إِنّی سَأَلْتُهُمْ مَا فیهِ فَمَنَعُونی ذَلِكَ، فَاعْطِنی مَا فیهِ[20]. اَللَّهُمَّ إِنّی قَدْ مَلِلْتُهُمْ وَ مَلُّونی، وَ سَئِمْتُهُمْ وَ سَئِمُونی، وَ كَرِهْتُهُمْ وَ كَرِهُونی، وَ أَبْغَضْتُهُمْ وَ أَبْغَضُونی، وَ حَمَلُونی عَلی غَیْرِ خُلُقی وَ طَبیعَتی. اَللَّهُمَّ فَأَرِحْنی مِنْهُمْ وَ أَرِحْهُمْ مِنّی، وَ[21] أَبْدِلْنی بِهِمْ [صفحه 487] خَیْراً لی مِنْهُمْ، وَ أَبْدِلْهُمْ بی شَرّاً لَهُمْ مِنّی. اَللَّهُمَّ إِنّی سَئِمْتُ الْحَیَاةَ بَیْنَ ظَهْرَانِیِّ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ وَ تَبَرَّمْتُ الأَمَلَ، فَأَتِحْ لی صَاحِبی. اَللَّهُمَّ إِنِّی ائْتَمَنْتُهُمْ فَخَانُونی، وَ نَصَحْتُهُمْ فَغَشُّونی، اَللَّهُمَّ فَسَلِّطْ عَلَیْهِمُ الْغُلامَ الثَّقَفِیَّ الذَّیَّالَ الْمَیَّالَ، یَأْكُلُ خَضْرَتَهَا، وَ یَلْبَسُ فَرْوَتَهَا، وَ یَحْكُمُ فِی دِمَائِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِیَّةِ، لا یَقْبَلُ مِنْ مُحْسِنِهَا، وَ لا یَتَجَاوَزُ عَنْ مُسیئِهَا، یَشْتَدُّ مِنْهُ الْفَرَقُ، وَ یَكْثُرُ مِنْهُ الأَرَقُ[22]. اَللَّهُمَّ لا تُرْضِ عَنْهُمْ أَمیراً وَ لا تُرْضِهِمْ عَنْ أَمیرٍ، وَ[23] مِثْ قُلُوبَهُمْ كَمَا یُمَاثُ الْمِلْحُ فِی الْمَاءِ. ثم نزل علیه السلام عن المنبر.
و قدِم علیه عاملاه علی الیمن و هما عُبید الله بن العباس و سعید بن نُمران، لمّا غلب علیها بُسر بن أبی أرطاة.
عَلی وَ ضَرٍ مِنْ ذَا الإِنَاءِ[3] قَلیلٌ
صُدُورَ الْعیسِ نَحْوَ بَنی تَمیمِ
فَوَارِسُ[19] مِثْلُ أَرْمِیَةِ الْحَمیمِ
صفحه 485، 486، 487.
باختلاف بین المصادر.